vendredi 1 mai 2009

أحمد أوجمل الأمزالي

* * *
أعــــلام أيت مــزال
* * *
أعلام منطقة الخمسان
* * *

احمد اوجمل الامزالي الهشتوكي

-------------------------------------------------------------------
علامة أمزالي من قرية أكركم بمنطقة الخمسان وهي إحدى مناطق قبيلة أيت مزال، وقد ذكره المختار السوسي في كتابه – المعسول ورجالات سوس – فقال عنه : كان من أكابرأساتذة أواسط القرن 13هـ تخرج على يد العلامة أبي سالم الاكراري الاكلويي ثم أخذ عن العلامة احمد التمكدشتي جلس ما شاء الله في مدرسة إكرار يدرس في زاوية شيخه ثم انتقل الى مدرسة أيت عمرو بهشتوكة فملأها علما وذلك من حوالي 1250هـ وكان من أكابر المتفننين المولعين بالتدريس أمضى في ذلك كل عمره وكان متقشفا الى الغاية من العباد الكبار الذين لهم شهرة طائرة بالعلم والصلاح
وفيما يلي أخبار هذا العلم المزالي كما وردت في كتاب المعسول للعلامة المختار السوسي ننقلها بتصرف وشرح 

الأجمليـون
الأجمليون أسرة علمية مزالية، لا نستحضر منهم الآن إلا قليلين، وتنتسب الأسرة الى أهل (تاكانت أوكضيض) أبناء وكاك، ولم نقف على سند نسبهم، ورجال الأسرة هم:
       - سيدي أحمد أوجمل المزالي
       - سيدي ابراهيم أوجمل : أخ السابق
       - سيدي الحسن بن أحمد أوجمل : ابن الأول
       - سيدي الحسين بن عبدالله : ابن عمهم
       - سيدي أحمد بن محمد بن علي بن عبدالله : ابن عمهم
------------------------------
سيدي أحمد أوجمل المزالي
منشأه من قرية أكركم من قبيلة أيت مزال ويعرف أهله بآل أوجمل، وقد نبغ منهم أحمد هذا، وأول ما نعرفه عنه، أنه أخذ أولا عن الفقيه أبي سالم الايكراري - فيما يقول الايكراريون – ثم عن الفقيه أبي العباس التيمكيدشتي، ثم ربض ما شاء الله في {مدرسة بونعنان} مدرسا، ثم كان في {مدرسة ايكرار} قليلا، ثم في {مدرسة أيت عمرو} بهشتوكة، ثم في {مدرسة تيمزكيداواسيف} (وهي إحدى المدارس العتيقة بقبيلة أيت مزال) وفي {مدرسة أيت عمرو} أبطأ كثيرا، وبسببه بنيت مدرسة {تيمزكيداواسيف} من جديد، بإذن من الشيخ ابي العباس التيمكيدشتي، وذلك بعد مغادرته {لمدرسة أيت عمرو} خوفا من أحد القياد البطاشين، وقد كان من أكابر الأساتذة في عصره علما، وإكبابا على التدريس، ونفعا للعباد، وشهرته طنانة، وهو الذي وقف حتى تزوج العلامة الشريف الكثيري – في حكاية – ورسا في هشتوكة، ومن أخباره أنه حين كان في {قبيلة أيت عمرو} كان عنده حرث كثير، فلما أدرك الزرع، خاف الطلبة أن يحصدوه على عادة الطلبة مع أساتذتهم، من تولي شؤونهم كلها كيفما كانت، حتى أنهم ليكفونهم المؤن كلها، فقد رأى من طلبة مدرسته ليلة ذلك الاباء، فثارت ثائرته، فأقلع من المدرسة ناويا أن يتصدى للتجارة، فذهب بمال ليشتري سلعة من مراكش، فتلاقى مع الشيخ سيدي الحسن التيمكيدشتي في إحدى قدماته على باب الملك في حياة والده سيدي احمد، فحكى له ما وقع، فراوده حتى رجع الى مدرسته، ولم يزل في همته الى أن توفي يوم الخميس 9 ربيع الثاني عام 1272هـ، موافق 19 دجنبر 1855م، ودفن في مقبرة مسقط رأسه، وعلى قبره بيت صغير.
ومما يتعلق به أنه كان معاصرا للقاضيين سيدي محمد بن احمد التاكنـزي المزالي بلديه، وسيدي محمد بن سعيد التاكموتي المزالي أيضا، كما عاصر أيضا سيدي امحمد بن سعيد التيسكيالي المزالي أيضا، فكان هو وهؤلاء يقضون بين الناس بالتحكيم، وحضر سيدي سعيد الشريف الكثيري في نازلة حضرها سيدي احمد أوجمل، وابن سعيد التيسكيالي، وهما كالماء الصافي لتقواهما، وأما ابن سعيد التاكموتي فعليه علامة من لا يستقيمون، وكان يتهم بالاعتساف غفر الله لنا وله.
ومما يتعلق به أيضا، ما حكاه المترجم عن نفسه (أي أوجمل) أنه دخل يوما في وقت أخذه عن ابي العباس التيمكيدشتي في المجلس (أي أيام دراسته عنده)، فنادى الأستاذ بعض الطلبة بأسمائهم فأمرهم أن يغسلوا ثيابهم، فمنهم من امتثل ومنهم من قال انني لا اترك درسي اليوم، ولأدع غسل الثياب الى يوم الخميس، قال أوجمل: فامتثلت أنا فإذا برسل من قبائل أرسلوا الى شيخي ابي العباس العشية تطلب منه فقهاء لبلادهم ليعلموا فيها، فأرسل معهم من غسلوا ثيابهم، وكان المترجم ممن ارسلوا فكان في {مدرسة بونعمان} ثم بعد سنين اشتكى على الشيخ في إحدى زياراته ببعد {بونعمان} عن أهله، فأمره أن يذهب الى هشتوكة.
ومما يتعلق به ايضا أنه لما نزل في {مدرسة أيت عمرو} لم يجد ولو طالبا واحدا، فجعل أمامه قدرين كأنهما تلميذان، وسمى أحدهما عمرا والآخر زيدا، فصار يوجه اليهما الكلام، تنفيذا لأمر أستاذه الذي أمره بالتدريس، ثم لم ينشب أن توارد عليه الطلبة، وقد أبطأ كثيرا في {مدرسة أيت عمرو} وكان يتعاطى فض النوازل، ولا يقول إلا الحق، فوقع بينه وبين احد رؤساء القبيلة من آل الدليمي، أن أبى الأستاذ تنفيذ أمره في الحكم لانسان على خصمه، فأرسل اليه القائد سبعة فوارس، فنزلوا عليه، وقد وجدوه في مجلس يلقي الدرس، فأمر خادمه أن يذبح لهم كبشا، فاشتغلوا به، فتسلل الأستاذ الى السطح بحجة أنه يريد أن يتوضأ هناك، وقد أطلع اليه ماء الوضوء، فذهب عون فاستدار لناحية السطح، فوجد هناك من الصبير ما يظنه حاجزا منيعا لا يتسرب منه الأستاذ، فاشتغل الأعوان بما هم فيه من التهام أجزاء الكبش، فدخل عليهم داخل، فأخبرهم أنه لاقى الأستاذ في طريقه الى الجبل، فكذلك أفلت من يد الجبار الذي كان يريد التنكيل به.
ثم إنه ذهب الى داره ببعض الطلبة يقرأ معهم ما شاء الله، ثم ذهب الى شيخه أبي العباس، فأرسله الى {مدرسة تيمزكيداواسيف} إزاء داره ليجددها، فأمر أن يذهب إليها توا بمجرد وصوله، وأن يدفع لقبيلته {أيت مزال} هذه الرسالة من الشيخ سيدي احمد بن محمد التيمكيدشتي ونصها:
إخواننا قبيلة أيت مزال عموما وخصوصا، أخص منهم أهل الهم والصلاح، أمنكم الله ورعاكم، وسلامه ورحمته وبركاته عليكم وبعد:
فإننا وجهنا اليكم أخاكم الفقيه العلامة سيدي أحمد أوجمل المزالي، ليعمر مدرستكم بالجهاد في دين الله، وتدريس العلم الشريف، وعليه فمن امتثل منكم لكلامنا هذا، فالله يعطيه خير الدارين، ومن لم يمتثل فالله حسيبه وولي الانتقام منه، وعلى محبتكم وأخوتكم والسلام من احمد بن محمد التيمكيدشتي.
فحين وصلتهم الرسالة قبل بعضهم، وأجفل بعضهم، فقال الجبار {ويعني به شيخ القبيلة أولمعزي} إننا لا نريد الفقيه البلدي، ونخاف المخزن إن شارطناه بلا إذنه، فلما بلغ قوله الشيخ قال: قوموا بمدرستكم، فأنا لكم ضد السلطان، وضد الشيطان، فبقي الأستاذ في المدرسة الى أن مات فيها، والجبار المذكور لا يزال متسلطا على الأستاذ، فقد زور عليه رسما تداعيا بسببه الى القاضي برودانة {تارودانت} فظهر تزوير الرسم، فرجع الجبار فركب رأسه، فنادى في سوق القبيلة بإبطال الرسوم التي حررها الأستاذ، فغلب الحال على الأستاذ، فوجه اليه عصاه قائلا: إننا نطلق فيه رصاصة تبطل أعضاءه، فصوت بفيه، فلم يبطئ أن أصيب في أعضائه بفالج هلك به.
وهناك كثيرون أخذوا عن الأستاذ من بينهم الفقيه العلامة سيدي عبدالله بن ابراهيم اليوفتاركاوي، فقد ربح منه بما وقع له معه يوما، وذلك أن والده أتاه بمثقال، فتوقف الأستاذ على مثقال ليؤدي به ثمن شيء اشتراه وقد طلب تسليفه من طالب هناك، ولكن لم يتيسر ذلك من الطالب، فأعطاه له سيدي عبدالله بن ابراهيم، فذهب منه بدعوة صالحة، ظهرت عليه آثارها فودعه فبرز للناس، ومن تلاميذه أيضا العلامة سيدي ابراهيم المسفيوي الفقيه المشهور.
------------------------
- سيدي ابراهيم أوجمل المزالي
أخ السابق، أخذ عن اخيه الشيخ سيدي احمد أوجمل المزالي، وعن سيدي عبدالله بن ابراهيم اليوفتاركاوي، ثم خلفه في مدرسته المتقدمة، فقام بها كأخيه 17 سنة الى أن توفي في 27 رمضان 1289هـ، ولم يكن متقشفا كأخيه، وقد كان في مراكش، فاشترى زربية، فقال عنه أخوه سيدي احمد، أن ابراهيم اشترى {تليسة} استنكارا لذلك.
-----------------------------------
- سيدي الحسن بن احمد أوجمل المزالي
ابن العلامة سيدي احمد أوجمل المزالي، كان يحفظ القرآن يوم وفاة والده، فلازم عمه سيدي ابراهيم أوجمل ما شاء الله، ثم أخذ أيضا قليلا عن العلامة سيدي ابراهيم المسفيوي، ثم عن العلامة سيدي عبدالله بن ابراهيم اليوفتاركاوي، حيث لازمه أزمانا في {تاهالا} وفي {يوفتاركا} وكان يستنيبه ويقدمه ويظهره للناس، خصوصا يوم أصيب سيدي عبدالله بكريمتيه، ثم شارط بإذنه في مدرسة أهله المتقدمة، فملأها علما، وإفتاء وقضاء بين الناس، فلما أراد الله أن يكرمه بالشهادة صلى بالطلبة صلاة المغرب، فذهب ماشيا وهو يقرأ الحزب، فأطلق عليه رصاصة بعض من حكم عليهم، ثم انقض عليه بعد أن سقط، فصار يطعنه بالخنجر فعدت الجراحات، فكانت 13 جراحة، فدفن إزاء والده، واسم قاتله {عدي بن علي من أهل تازولت} ثم بعد أن كاد يتناسى أمره، قام من قتل عدي وهدم داره، ونهب أمواله، وكان موته عشية الجمعة 6 ذي القعدة 1322هـ ويضيف المختار السوسي أنه كثيرا ما يسمع أنه مات سنة 1329هـ.
----------------------------------
- سيدي الحسين بن عبدالله أوجمل المزالي
ابن عم أولاد سيدي احمد أوجمل المزالي، تخرج بالعلامة سيدي عبدالله بن ابراهيم اليوفتاركاوي، وله قرين فقيه يسمى سيدي احمد من {تيسي} بقبيلة أيت صواب، وقد اشتهر باسم {أوتيسي} من المتخرجين بسيدي عبدالله اليوفتاركاوي، وكان نوازليا قضى عمره بين الخصوم، وكان هو وسيدي الحسين أوجمل هما القائمين بمدرسة أستاذهما بعد وفاته، ثم بقي فيها أوتيسي وذهب سيدي الحسين أوجمل الى {مدرسة  سيدي عمرو} الانزالية، يدرس فيها ويفتي ويقضي، الى أن توفي نحو 1335هـ، وكان ملقبا بلقب {الشياري} بين الناس.
-----------------------------------------
المصدر : كتاب المعسول للعلامة المختار السوسي

* * *
-----------------------------------------
تحرير : محمد زلماضي المزالي
-----------------------------------------
* * *

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire